الاثنين 4 أغسطس 2025 - 14:33
ممثل آية الله العظمى السيستاني في كربلاء: الصراع في فلسطين يمتحن ضمير الإنسانية

وكالة الحوزة - أكد ممثل آية الله السيستاني في كربلاء الشيخ عبد المهدي الكربلائي أن الصراع في فلسطين يمتحن ضمير الإنسانية وطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه معاناة الفلسطينيين.

وكالة أنباء الحوزة - استقبل ممثل المرجعية الدينية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي، الوفود المشاركة في مؤتمر نداء الأقصى الدولي الرابع، والذي يقام برعاية العتبة الحسينية المقدسة، بحضور شخصيات دينية وأكاديمية وإعلامية من دول عربية وإسلامية متعددة.

وقال ممثل المرجعية الدينية العليا في مستهل كلمته، "نعبر عن بالغ شكرنا وتقديرنا للوفود المشاركة التي تجشمت عناء السفر، وتحملت صعوبات الطريق، لتكون حاضرة ومؤازرة في هذا المؤتمر الذي يعقد نصرة للمستضعفين والمظلومين في غزة والقدس والضفة الغربية”.

وأكد ممثل المرجعية الدينية العليا أن "هذا المؤتمر ليس مجرد فعالية فكرية أو تضامنية عابرة، بل هو تجل حقيقي لصوت الحق الذي ينطلق من أرض الأقصى الشريف"، لافتا إلى أن "نداء الأقصى هو صوت ينطلق من القدس، ومن كل بقعة فيها تدنيس للمقدسات، واعتداء على القيم، واستهداف للإنسانية، إنه صوت المظلومين والمستضعفين يستصرخنا (ألا من ناصر ينصرنا؟)".

وأضاف: "علينا أن نفعل عقولنا وقلوبنا وضمائرنا، ونستمع إلى هذا الصوت لا بآذاننا فقط، بل بوعي كامل، لأن هناك من ينادينا الآن من غزة ومن الأقصى، يستصرخ ضمير الأمة كلها، خصوصا أولئك الذين تقع على عاتقهم المسؤولية الدينية والإنسانية".

وأوضح: "قد يتوهم البعض أن الصراع محدود في جغرافيا غزة أو الضفة الغربية، لكنه في الحقيقة أوسع بكثير، لأنه صراع بين نهجين، نهج إنساني وسماوي يدافع عن القيم والحقوق والمظلومين، ونهج آخر يمثل الاستكبار والظلم والتوحش".

وأشار إلى أن "هذا الصراع ليس شأنا فلسطينيا بحتا، بل يمتد إلى كل أرض تتطلع للكرامة والعدالة، وكل إنسان يحمل في قلبه معنى للحق والمبدأ”، مضيفا "نحن جميعا معنيون بهذا الصراع، ولسنا بمنأى عنه، وسنسأل أمام الله عز وجل يوم القيامة (ماذا قدمنا)؟”.

وتابع: "ليس معيار النصر أن يقتل أكثر أو أن يدمر أكثر، بل النصر الحقيقي هو في الصبر والثبات على المبادئ، أن يقدم الإنسان التضحيات، لكنه لا يتراجع ولا يخضع ولا يستسلم".

وقال: "طالما هناك من يصمد ويواصل الطريق رغم المعاناة، ويقدم نفسه وعائلته من أجل الحق، فذلك هو المنتصر، حيث ليست القضية في عدد الشهداء أو البيوت المهدمة، بل في القدرة على الثبات والوفاء للقيم حتى آخر لحظة".

ونوه إلى أن "البعض يظن أن هذا الصراع لا يعنيه، أو أنه خارج اهتماماته اليومية، وهذا خطأ جسيم، لأن هذا الصراع، وإن كان الآن يدور في غزة والقدس، لكنه يحمل في طياته تهديدا مباشرا لقيمنا ومستقبل أجيالنا، فما يحدث هناك من تجويع وقتل وتشريد هو اعتداء على مبادئنا نحن أيضا".

وأضاف: "علينا أن نتساءل بصدق ماذا قدمنا لهؤلاء، إن أقل الواجبات أن يكون لنا موقف، وأن نرفع الصوت، وأن نوعي شعوبنا، وأن نتحرك في المحافل الدولية، وأن نحمل مسؤوليتنا الأخلاقية والشرعية تجاه هذه القضية العادلة".

وأستطرد قائلا "ربما تكون الإمكانيات المادية ضعيفة، وربما لا نستطيع تقديم الدعم العسكري أو الميداني، لكن علينا أن نترجم إيماننا بالله وبالحق من خلال الموقف، والكلمة، والدعاء، والوعي، والتحرك".

وأفاد بأن "المعركة طويلة، لكنها ليست يأسا، فالله تعالى معنا، هو القائل (إن تنصروا الله ينصركم)، فإذا نصرنا الحق، ونصرنا المظلومين، فإن الله سينصرنا، وهذه سنة إلهية في التاريخ".

وفي ختام كلمته، استحضر ممثل المرجعية الدينية العليا مقولة سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام)، قائلا "علينا أن نرفع راية (هيهات منا الذلة) عاليا، فهذا الشعار الذي اختاره شعب غزة، والذي تجسده المرأة والرجل والطفل حين يصرخون في وجه الموت (حسبنا الله ونعم الوكيل)".

وأكد أن "ما نراه من صمود وثبات وتضحيات في غزة هو نصر إلهي، يجب أن نواكبه ونعضده بما نستطيع، حتى بالكلمة، حتى بالدعاء، حتى بالتوعية، لأن النصر لا يقاس فقط بالسلاح، بل بالإرادة والكرامة والصدق مع الله".

وختم بدعائه قائلا "نسأل الله تعالى أن يعيننا على أداء مسؤولياتنا، وأن ينصر شعب فلسطين المظلوم، وأن يعيدكم إلى أهلكم سالمين غانمين، وأن يكون هذا المؤتمر محفزا لمزيد من الدعم والتضامن مع القضية الفلسطينية".

يذكر أن مؤتمر نداء الأقصى الدولي الرابع انطلق في مدينة كربلاء المقدسة يوم الجمعة 1 أغسطس 2025، برعاية العتبة الحسينية المقدسة، بمشاركة أكثر من 400 شخصية من 60 دولة عربية وإسلامية، تحت شعار "من كربلاء إلى فلسطين.. مسيرة التضحية من أجل الحرية والكرامة".

المصدر: العتبة الحسينية

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha